إلى معالي شريفة اليحيائية وآخرين.....مشاهد خليجية قالوا عنها محظورة !!

كتب - طالب بن علي العامري

يعد توفر السكن الملائم أكان بيتا أم شقة أم فيلا للإنسان من أولويات الحياة المعيشية، فبدون السكن أية حياة ستكون؟!، فالسكن هو مصدر للاستقرار النفسي والاجتماعي، فكلما كان السكن ملائما ومنسجما لأفراد الأسرة الواحدة كلما كانت الضغوط النفسية تبتعد عنهم، وتقل كذا مشاكلهم الاجتماعية، فهي الأخرى تنخفض وتيرتها وتكاد تتلاشى ولا يمكن مقارنتها بالمشاكل التي تتولد لدى أفراد الأسرة غير المالكين لسكن يأويهم.

في الأسبوع المنصرم شاهدت على فضائية خليجية برنامجا سمي بـ"ملفات محظورة" يتم فيه تسليط الضوء في كل حلقة على قضية ما في الشارع الخليجي .. ملفات محظورة تساءلت في نفسي كون الملفات محظورة كيف يمكن مناقشتها؟! وبعد المتابعة أيقنت بأن العنوان هو لشد الانتباه فالملفات ليست محظورة بل إن الواجب الإعلامي يتطلب فتحها ومناقشتها على الملأ وليكن على مرأى العالم أجمع طالما حظرت الجهات المعنية الاقتراب منها وإيجاد الحل في ظل توفر إمكانيات الحل السريع !! .

حلقة الأسبوع الماضي من البرنامج سلطت الضوء على شريحة غابت طويلا عن الجهات المسؤولة .. بل بالأحرى أنه انعدم النظر إليها ، فتُركوا لوحدهم يقاسون الحياة ألما وحسرة وبمرها الذي لا يطاق.

الفقراء الذين لا يملكون مسكنا .. هذا هو محور الحلقة، ففي دول الخليج الغنية اتضح بأن هناك من يئن تحت وطأة الفقر أي تحت خط الفقر والعوز.. خاصة أن الفقر وضعف الحال وهوان الأجساد هو من ضاعف مأساتهم.. أعينهم فاضت من الدمع على الشاشة رغم كبرهم واشتعال رؤوسهم شيبا، فهم لا يملكون أبسط مقومات العيش .. رأيناهم ورأهم العالم أجمع شماله وجنوبه شرقه وغربه الإسلامي منه وغير الإسلامي..ألم يتفاجـأ العالم خارج الإطار الخليجي حينما رأى الصورة كم هي مأساوية تلك التي نقلتها العدسة الخليجية من مناظر في بلاد توصف بأنها الأغنى؟.

لقد شاهدت من ضمن ما شاهدت مناظر من مطرح.. ومن منا لا يعرف هذه الولاية هذه البقعة التاريخية الجميلة من بلادنا الكاميرا تسلط الضوء على سوقها الحضاري الشهير وعلى المباني المواجهة المطلة على الطريق البحري يا لروعة المكان.. فجأة تلف الكاميرا عدستها لما هو داخل مطرح البعيد عن أنظار المارة.. فكانت المفاجأة أحقا هي مفاجأة أم ماذا ؟!.

طبعا لم تكن هذه الصورة المبثوثة مفاجأة لي ولغيري كونها ليست الأولى ولا الأخيرة فكم طالعتنا الصحف لصور مشابهة .. لكن المفاجأة الحقيقية أن تتعدى الصور حدودنا المحلية لتصل إلى أنظار العالم أجمع.

نكرر دوما ونؤكد بأننا نعيش في دولة تسعى دوما نحو توفير الحياة الكريمة الآمنة المطمئنة للمنتمين إلى أرضها من مواطنين ومقيمين.. ولقد سخّرت الدولة أجهزتها ووفق لتعليمات من أعلى المستويات لتحقيق الهدف الأسمى من حياة العزة والكرامة لأبناء الوطن ومن أقام معهم على نفس التراب ..

في الوقت نفسه نكرر دوما بأننا لسنا في مجتمع مثالي .. أو نحلم بما حلم به أفلاطون بالمدينة الفاضلة.. بل إننا نتطلع إلى ما يشبه الكمال الأدائي لأجهزتنا الحكومية في ظل توافر السبل لتحقيق الأداء الكامل الذي لا تشوبه شائبة.. والقصور والتقصير وارد وهذه فطرة بشرية.. لكن لا يجب أن يصل تقصير البعض لهذه الدرجة في ظل توفر الإمكانات المادية التي لا تبرر حدوث التقصير.. وإن حدث التقصير فإن إمكانية تفادي تداعياته ومعالجته السريعة أمر بديهي لا يحتاج إلى صرخات أو أصوات عالية أو حتى دموع يراها العالم كله.

في شهر إبريل القادم سينطلق المشروع الوطني "التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2010، وبالتزامن مع التعداد المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. هذا التعداد الذي يعول عليه الكثير من الخطط والمشاريع المستقبلية وكذا بالنسبة للمشاريع الخدمية.. أليس من الأجدر والأنفع وطنيا وطالما أن الحصر سيشمل كل السكان والمساكن والمنشآت أن يتم التعرض وبشيء من التفصيل الدقيق للسكان الذين لا يملكون مسكنا يأويهم .. وأن يعطوا الأولوية المشاريع المقبلة والتي يتم إقرارها ما بعد التعداد.

وسيأتي أبريل وسيذهب وسيعلن إجمالي عدد السكان وسيكون أقرب إلى العدد المتوقع وهو مليونان ونيف فالمؤشرات تدل على أن الكثافة السكانية لن تتعدى هذا الرقم .. ومن هنا نقول أليست أنه في ظل الكثافة السكانية الضئيلة حقا والإمكانيات المادية التي تزداد سنويا لا يتوقع المرء أن نجد في مجتمعنا من هم مازالوا تحت وطأة الفقر.


** رشة جريئة:

اتصلت مواطنة مشهورة بالبرنامج الصباحي الشهير، تشكو ضعف وهوان ساكني الكرفانات أثناء سقوط الأمطار وزحف المياه الجارية نحوهم دون حاجز وما تفعله بهم وبما يملكونه .. المذيع المشهور يقاطعها باستمرار يا الأخت .. يا الأخت .. يا الأخت .. أعطينا طلبات محددة..

أبعد القصة المأساوية لساكني الكرفانات والتي سمعها الكثير من المواطنة تطالب أيها المذيع بشيء محدد .. ما الذي يحصل لبعض إعلاميينا أتحولوا من إعلاميين إلى مترافعيين عن الجهات المعنية.. المواطنة تنهي مكالمتها وإذا بأغنية مباشرة بعدها وضعت تقول " يا مدلل لا تدلع .. وليكملها من يحفظها " !!


انتهى مقال الصحفي










أرجو سواء من الوزيرة أو من بيده تغيير أو ايصال صوت حق ومطالبة مشروعة ألا يتصدى لها. أرجو من معالي الوزيرة أو من محمد المرجبي أن يجرب أي منهم يوما، مجرد يوم واحد فقط يتخلوا فيه عن بيوتهم الساترة المريحة ليسكن في كرفانة أو ينام بدون مأوى على أحد أرصفة مطرح! أرجو ألا يكون رد معالي الوزيرة أو رد المرجبي بعد هذه التجربة أن المواطن يدلّع كما جاء سابقا في قولهم: يا مدلل لا تدلع؟! فلا يؤلمكم ما يتألمونه، ولم تجربوا طعم ألمهم أو بالأحرى مآسيهم! وأرجو أن يعامل العماني الفقير ابن مطرح او ابن الكرفانة كما يعامل العماني الهايهاي وابن الوزير!

0 التعليقات:

إرسال تعليق